سلسلة "الخواسر" أيّ كوميديا لأيّ جمهور

. . ليست هناك تعليقات:


قدر الكومييديا المغربية أن تعيش أرذل عمرها بوجود مريدين ما أنزل الله من 

بإبداعهم من سلطان سوى لغة الإسفاف الّتي بات يتقنها العديدون منهم فنّا وتنظيما، 

وذلك بغية كسب مساحة جماهرية واهية تحت يافطة " زوّق تبيع"

فبعد الجدل الّدي رافق الكليشيهات الفكاهية الخالية المضمون الّتي تصدّر لنا 

تلفزيونيا 

بمناسبة أو بدونها، يأتي هذا رمضان على سلسلة " الخواسر" والتي تفتقت عبقرية 

صاحبه على محاكاة مستفزة للسلسلات التاريخية.حيث تجري أطوار هذه القصة 

بقرية 

تابعة لقبيلة الخواسر وفي حقبة زمنية غير معروفة وبشخوص كاريكاتوريين يرتدون 

ملابس القرن السادس عشر، إلا أنهم يعيشون حياة العصر الحاضر، يتواصلون عبر 

الهاتف النقال، ويتنقلون بواسطة الدراجات النارية، ويدوّنون تقاريرهم على 

الحاسوب، ويحتفظون بأكلهم بالثلاجات. إلا هنا فالأمور تبدو طبيعية ولم تخرج عن 

الإطار الجمالي الدي يحاول مخرج السلسلة توظيفه من أجل تأثيث مشاهد كبسولته 

بمؤثرات خاصّة،
غير أنّ السياق الكوميدي الدي بنيت علية السلسلة يعتمد على التواصل بلغة هجينة 

ومستفزّة تمزج ما بين الدارجة واللغة العربية الفصحى حيث يعتمد التركيب الغرائبي 

لعدد من المصطلحات المختلفة التأصيل في إستدراج إبتسامة المشاهد، وهو في 

الحقيقة مستكف عن هذا الإجتهاد الواهي الدي سبقه إليه المتخيل الكوميدي الشعبي 


الدي أبدع في هذا المنحى لسنوات خلت مع إحترامه لخصوصية هذا الإجتهاد الذي 

يقارب في ماهيته الترفيه بالخصوصية المغربية فقط،أمّا المرور التلفيزيوني فهو

 يستلزم كوميديا تتجاوز منطق الفكاهة الترفيهية إلى فنّ يستحظر كوميديا السخرية 

السياسية وسحر الكوميديا السوداء و رونق كوميديا الموقف،أن يتشبّع الجمهور 

بجميع أصنافها شريطة أن تكون كوميديا الإبداع لا الإبتذال لأنّ تخسير" اللغة 

العربية، 

أو "تخسير" الدارجة، قد ينتج "الخواسر"، لكنه لا ينتج السخرية والكوميديا 

بالضرورة...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأرشيف

المشاركات الشائعة

قد يهمك أيضًا